خطوات التحليل الجيولوجي للخرائط الجيولوجية - نموذج مقطع جيولوجي من خريطة Neufchateau
تحليل المقطع الجيولوجي بهدف تحديد دور البنية في تشكيل السطح، يقتضي
وصف الطبقات انطلاقا من المعطيات التالية:
- عمرها (الستراتغرافيا أو الطباقة)
- تركيبتها الصخرية (الصخارة)
- وضعيتها البنائية (التكتونيا)
الستراتغرافيا
أحد فروع الجيولوجيا يدرس التتابع الزمني للطبقات الجيولوجية، ويساعد على
إعادة بناء تصور المشاهد السابقة (الباليوجغرافيا - paléogéographie). وللتذكير
تعتمد الاستراتيغرافيا على عدة مبادئ:
- مبدأ الأفقية - principe d'horizontalité: تترسب الطبقات الرسوبية دائما بشكل أفقي ومتوازي بعضها على بعض.
- مبدأ التراكب - Principe de superposition: على مستوى سلسلة طبقاتية تكون الطبقة الأسفل اقدم من الطبقة الأعلى.
- مبدأ الاستمرارية - Principe de continuité: لكل طبقة رسوبية نفس العمر على طول امتدادها.
- مبدأ التقاطع - Le principe de recoupement: كل حادث جيولوجي (فالق، طيات…) تخترق الطبقة الرسوبية تعتبر أحدث عمرا من عمر الطبقة.
من الناحية المنهجية، في التحليل السراتغرافي، يجب تحديد :
- طبيعة السلسلة: تامة أو غير تامة، موافقة أو غير موافقة، وجود أو عدم وجود تغرة.
- عمر الطبقات بالرجوع إلى الخريطة ومقارنتها مع السلم الستراتيغرافي. في السلم الكرونوسراتيغرافي - Echelle chronostratigraphie الأزمنة الجيولوجية - Eres géologique تقسم إلى أنظمة أو حقب أوعصور - Systèmes والتي بدورها تقسم الى سلسلات - Séries ثم الى فترات او مستويات - Etages
لذلك فنحن نوصي الطلبة بأن يحفظوا على الأقل التقسيمات الكبرى للسلم: الزمن
او الحقب (الزمن الثاني يكون مثلا من اللياس، جوراسي، كرطاسي) كما يمكن
الاعتماد على نظام الرموز، إن توفر في الخريطة.
- ظروف إرساب الطبقات بحرية أو قارية (بحيرية lacustre)، بقراءة متأنية لكل إرساب في المفتاح.
تحليل منهجي لاستراتيغرافية المقطع الجيولوجي Neufchâteau
تنتمي الصخور التي يقطعها المقطع الجيولوجي لسلسلة رسابية تامة تنتمي
للجوراسي، وتمتد من JI Bathonien superieur إلى J3b Rauracien دون أية تغرة. ومن خلال
سحنتها يظهر أن كل الصخور توضعت داخل حوض رسوبي في ظروف بحرية.
الصخارة
الصخارة - lithologie: فرع من فروع الجيولوجيا، تهتم بدراسة طبيعة
الصخور. وهي ضرورية لفهم قدرة التعرية على تشكيل التضاريسي.
ومنهجيا للقيام بالتحليل الصخاري نهتم بالنقط التالية:
- البحث عن السحنات الغالبة وموقعها داخل السلسلة الرسابية. نذكر بأن السحنة - faciès مفهوم وصفي بالأساس يعبر عن مظهر ومكونات صخر معين من خصائصه الصخارية المرئية. عندما نقول كلس به تفرشات صلصالية "calcaire avec intercalations de marnes" هذا يعني أن هناك سحنتان كلس وصلصال. وعندما نقول كلس صلصالي - calcaire marneux معناه أن هناك سحنة واحدة.
- نميز الطبقات على مستوى مقاومتها لعوامل التعرية (المائية بالخصوص)، بين الطبقات الصلبة واللينة والمتوسطة الصلابة. نصل إلى تحديد الصلابة أو المقاومة من معرفتنا المسبقة لسحنات الصخور الرسوبية المعروفة. فهناك صخور معروف عنها بأنها لينة (الرمال، الصلصال، الطين...) وأخرى صلبة (الكلس، الحث، الكوارتز...). كما أن بعض العبارات في المفتاح نفهم منها أن الصخر صلب (متماسك، متلاحم، كتلي، مقاوم cohérent, compact, résistant). وإذا كانت السحنة مركبة من صخر صلب وآخر لين فمعناه ان الصلابة ستكون متوسطة، (صلصال كلسي).
- وتحديد السمك الذي تأخذه كل متوالية. ولتسهيل تحديد هذه المتواليات من الأفضل استعمال سلم المقاومة الذي يرافق المقطع. والسمك الذي نعتبره في التحليل هو الذي تأخذه الطبقة في المقطع. وطبعا لا نعتبر السمك المشار إليه في المفتاح الخريطة، لأنه يعبر عن السمك المتوسط في المنقطة كلها. للحصول على سمك طبقة، نقيس الفرق بين سقف وقاعدة (سرير) الطبقة، ونحوله للمتر حسب مقياس الارتفاع .
التحليل المنهجي للصخارة في مقطع Neufchâteau:
يتميز المجال الذي يقطعه المقطع بتنوع كبير من حيث السحنات التي يمكن تجميعها
في ثلاثة متواليات:
- متوالية شديدة الصلابة: تضم الطبقتين J3b و J3a، كلاهما مشكل في غالبه من كلس شديد الصلابة. تشكل هذه المتوالية سطح الهضبة والتل والجزء الأعلى من السفوح. غير أن سمكها يبدو متغايرا بسبب نشاط التعرية التي تتعمق داخله. ففي الهضبة يصل 100 متر في أقصى الغرب، لكنه ينزل إلى 61 متر في المجال الذي تخترقه إحدى المسيلات. بينما في التل تنزل إلى حدود 51 - 41 متر مع تغييب التعرية للطبقة J3a.
- متوالية ضعيفة الصلابة: تضم طبقتين J2 و J1، الأولى مكونة من خليط من السحنات المختلفة كلس سيليسي ثم صلصالي ثم سحنات طينية. والثانية مكونة من صلصال جبسي مع كلس صلصالي. تشكل المتوالية قعور الأودية والجزء الأسفل من السفوح، بسمك كبير يبلغ 100 متر وينخفض عند قعر وادي La Sâonelle إلى 41 متر. أما وادي La Meuse فيتعمق أكثر ليبلغ المتوالية الموالية.
- متوالية شديدة الصلابة: مكونة من الطبقة الكلسية JI التي لا يظهر منها على المقطع إلى جزء يسير، ولا نعرف سمكها لأن المقطع لا يبلغ قاعدتها.
البنائية
تهتم البنائية - la tectonique بدراسة التشوهات التي همت الصخور الجيولوجية بعد توضعها نتيجة تعرضها لضغوط تكتونية (الانكسارات، الطيات، الزحف، الميل...).
التحليل المنهجي للبنائية يقتضي البحث عن الميل العام للطبقات إذا كانت أحادية الميل، أو خصائص المقعرات والمحدبات إذا كانت البنية إلتوائية. وإذا كانت تتخلل المقطع حوادث تكتونية على شكل انكسارات يجب تحليل خصائصها.
فمن اجل الحصول على نسبة الميل. نقيس المستوى الارتفاعي لقاعدة أو سقف أية طبقة في مكانين متباعدين (لأن هناك توازي) ونقسم النتيجة على الفارق. المسافي بينهما، ونضرب في 100.
التحليل المنهجي لبنائية المقطع الجيولوجي ل Neufchâteau :
تتميز بنية المقطع بميل ضعيف بحوالي %3 من الشرق في اتجاه الغرب.
من إعداد: ذ.عمر العروصي و ذ. عبد اللطيف ارويحا
تعليقات
إرسال تعليق