القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل طبوغرافي لخريطة تارودانت 1/50000

تحليل طبوغرافي لخريطة تارودانت ذات مقياس 1/50000

تحليل طبوغرافي لخريطة تارودانت ذات مقياس 1/50000




التوطين وتحديد الوحدات الطبوغرافية على الخريطة

تمثل هذه الخريطة منطقة إتصال طبيعي بين السفوح الشمالية للأطلس الصغير، والجزء الشرقي لسهل سوس.
وبالنظر إلى توزيع التضاريس التفصيلية داخل الخريطة يمكن تقسيم المجال الممثل إلى ثلاثة أقسام:
1- جبل متوسطة الإرتفاع وشديد التقطيع يشمل الزاوية الجنوبية الشرقية من الخريطة، وهو يشرف على المجال المنخفض بحافة وسهل قدم الجبل.
2- سهل قدم الجبل يتميز بتوالي مجموعة من مراوح الإنصباب مرتبطة بالمجاري الموسمية النازلة عبر سفوح الجبل في إتجاه وادي سوس، ومنه يتم الإنتقال تدريجيا إلى السهل الغريني.
3- سهل غريني منبسط في المجال المحيط بالوادي يتميز بإنبساطه مع إنحدارين فرعيين ضعيفين من الجبال المشرفة (الأطلس الكبير والأطلس الصغير) نحو المجري.

سهل قدم الجبل

يربط بين سفوح الأطلس الصغير والسهل الغريني حول واد سوس، يتميز عموما بإنحدار ضعيف لا يتعدى %2 من الجبل في إتجاه السهل الفيضي، وتعمل المجاري المائية النازلة من الجبل في إتجاه المجرى الرئيسي بالمجال (وادي سوس) على تكوين مروحتين للإنصباب، مما يعطي للسهل عدة إنحدارات فرعية تبعا لشكل وإتجاهات هذه المراوح.
* ففي الجنوب هناك مروحة طويلة "إيسيندلين": التي يتراوح إرتفاعها بين 400م و 250م، على إمتداد يزيد عن 8 كلم ونسبة إنحدار في حدود %1.8، أما من ناحية العرضية فإن السطح يبدو أكثر إنبساطا حيث لا يتجاوز الإنحدار %0.04 ((319-317م /5 كلم)100=%0.04).
* وفي الشمال تظهر مروحة ثانية (مروحة ايت موسى) بنظرة شمالية غربية، يتراوح إرتفاعها بين 450م عند القدم المباشر للجبل و250م على مشارف السهل الفيضي، على إمتداد لا يتعدى 6كلم، مما يجعل الإنحدار هنا أكثر وضوحا من المروحة السابقة حيث يتجاوز %3 ((450-250م /6 كلم) * 100=%3.3) دون أن ترتفع نسب الإنحدارات العرضية بحيث أنها تتجاوز %0.1.
* تستغل شبكة كثيفة من المجاري الموسمية الإنحدار الرئيسي للمروحتين لتنزل عبره إلى السهل الفيضي، وكلها تتجمع في اودية تشكل روافد لوادي سوس، فعلى مروحة إيسيندلين في الجنوب تنزل الروافد التالية: واد السادس، واد سيدي حمو وواد اكوني، وبواسطة مروحة ايت موسى ينزل واد تيوت، واد سداس وواد بريوكا، والملاحظ أن هذه الشبكة على أهميتها لا تعمل على تقطيع السطح لأن جميعها سطحية.

سهل الفيضي

يتشكل من الشريط المحيط بمجرى وادي سوس، ويتميز بإنحدار عام من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي تبعا لإتجاه المجرى، حيث تتراوح الإرتفاعات المطلقة بين 250م و180م، بنسبة إنحدار لا تتعدى %0.3، وإلى جانب هذا الإنحدار العام نسجل وجود إنحدارين فرعيين من الجبال المحيطة نحو الوادي حيث تتراوح نسبة الإنحدار في الواجهتين بين %0.3 و %0.7.
* وادي سوس: يشكل المجرى الرئيسي الذي تجري نحوه كل الشبكة الهيدروغرافية بالمنطقة، يجري من الشرق في إتجاه الغرب من إرتفاع يقارب 260م إلى 170م، بإنحدار عام ضعيف لا يزيد عن %1، مما يجعل المجرى المائي يرسم شبكة معقدة من المنعطفات الطليقة داخل مجرى واسع مغطى في أغلب أجزائه بتراكمات من الرمال تؤكد صعوبة جريان الماء داخل المجرى، أما ضفاف هذا الوادي فهي غير واضحة نظرا للمرور التدريجي من سهل قدم الجبل إلى السهل الغريني، غير المجرى الأصغر للوادي محفوف بسفوح ترابية قليلة الإرتفاع ربما أنها عبارة عن تهيئة بشرية للتحكم في الجريان.

خلاصة التحليل التضاريسي

نستخلص من هذا التحليل أن المجال على هذه الخريطة يتميز بتجاور تضاريس جبلية شديدة التقطيع مع سهل يتميز بضعف الإنحدارات العامة، وغنى على مستوى الشبكة الهيدروغرافية التي تبدو كثيفة على إمتداد الخريطة، لكن طابع موسمية جريانها يجعل إمكانيات إستعمالها لإقامة أنشطة زراعية محدودة جدا.
وهنا يمكن طرح سؤالين:
1- كيف سيعمل الإنسان على الإستفادة من المؤهلات الطبوغرافية (ضعف الإنحدارات في السهل ووفرة المجاري المائية) ؟.
2- كيف سيتعامل الإنسان مع الإكراهات الطبيعية (شدة الإنحدارات داخل الجبل، موسمية الجريان في السهل) لإقامة أنشطة بشرية تساعد على الإستقرار؟.

للتواصل معي:
صفحتي على موقع فيسبوك/facebook:
التنقل السريع للموضوع