بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الخاصيات العامة لعملية التشكيل داخل المنطقة الباردة والقطبية - المورفومناخية
تعريف المنطقة الباردة (المجال): طبيعة الظروف والعوامل المتحكمة في تاطير انظمتها المورفوتشكالية
* تضم المنطقة الباردة في دائرة القطب الشمالي للكرة الأرضية المجال الموجود إلى الشمال من خط عرض 60 درجة (ابتداء من 45 درجة محليا)، ويمتد على مناطق المناخات القطبية وحول (أو شبه) القطبية (مجال التوندرا) ومجال الغابات الشمالية الباردة (غابات التايكا).
* تمتد على كل أجزاء اليابس حيث تكون البرودة كافية للتأثير بشكل مباشر وقوي في عملية التشكيل السطحي من خلال إحداث تحولات في الحالة الفيزيائية للماء بنقله من الوضع السائل إلى الحالة الصلبة، بشكل دائم أو موسمي، أو غير مباشر من خلال إقصاء الحياة النباتية.
* تساعد ظروف البياض وجفاف الهواء على استمرار الجو باردا لفترات زمنية طويلة في المنطقة.
* تتميز المنطقة بضعف كبير في اهمية التخليق الضوئي (ضعف الطاقة)، مما يؤثر سالبا في الحياة النباتية التي يتلاشى وجودها مع الانتقال نحو القطب، وتشكل غابات التايكا استثناء في المنطقة بسبب ارتباطها بظروف أكثر ملاءمة للحياة، تجعل منها معطى اساسيا في الغلاف الحيوي الكوني حيث تمتد على مساحة اجمالية تقدر بحوالي %10 من سطح اليابس، وتشكل %31 من غابات المعمور، إلا أنها فقيرة من حيث النبيت، بطيئة النمو ومحدودة الإنتاج (بين 100 و300 طن من المادة العضوية في السنة).
* بسبب هذه الظروف الحرارية والمائية والنباتية يكون تأثير المناخ مباشرا خارج مناطق الغطاءات الجليدية (في أقصى الشمال) والنباتية (في الجنوب).
انواع المناطق الباردة في العالم: توزيعها الجغرافي وطبيعة الظروف البيئية المحددة لانظمتها المورفوتشكالية
الخاصيات العامة لعملية التشكيل داخل المجال البارد
* داخل الأجزاء الأكثر برودة (القطب والمجالات القرب قطبية):
تلعب وتيرة التغيرات الحرارية دورا مهما في عملية تشكيل السطح، نميز في هذه الوتيرة بين حالتين تحددان نوعين من دورات الية النمو البلوري الحراري أو التقرس:
- دورة طويلة: عندما يكون السطح في حالة تجمد أغلب أيام السنة ويهم سمكا كبيرا في الركائز الصخرية، تعقبها فترة ذوبان قصيرة الأمد وسطحية، تحدد هذه الحالة دورة واحدة في نشاط الية التصدع الجمدي مما يحد من فعاليتها في عملية التشكيل التي تكون بطيئة جدا واثارها محدودة.
- دورة قصيرة: ترتبط بظروف تسمح بتغيرات سريعة ومتعددة للحرارة حول نقطة الصفر، الشيئ الذي يسمح بتعدد دورات التجمد والذوبان خلال السنة الواحدة، تهم هذه العملية سمكا ضعيفا في مواد السطح مما يكسب الية التصدع الجمدي فعالية كبيرة في تشكيل السطح، خاصة حيث تكون الظروف المحلية مساعدة (غياب غطاءات نباتية، وجود ركائز صخرية قابلة للتقرس...)
* داخل الأجزاء الأكثر اعتدالا:
تأخد عملية التشكيل مظاهر نوعية خاصة تتعلق ب:
* وجود طبقة نشيطة سميكة نسبيا تعلو مستوى التجمد السرمدي (الظرء الديوم Permafrost) مكونة من مواد فتاتية متنوعة تتشبع بالماء خلال الفترات الدافئة مما يجعلها غير مستقرة ومصدر عدد من الظواهر التي تهم تشكيل السطح (انسياخات، تدفقات وحلية...).
* نشاط مهم للآليات الكيماوية والبيوكيماوية حيث تسود الغطاءات النباتية المتطورة، وحيث تنتشر القواعد الصخرية القابلة للتفسخ السريع.
أنواع آليات التشكيل السطحي الحالي
يتميز المجال البارد بانتشار ثلاث مجموعات (عائلات) من الأشكال تكون أساس أنظمته المورفوتشكالية وترتبط بثلاثة أنواع أساسية من الاليات:
* مهيلات متنوعة على شكل مخاريط أو مراوح (èboulis en cônes) أو على شكل وسائد أو وزرة (èboulis en tabliers)، وتشكل ظواهر مرتبطة بآلية التصدع الجمدي (gélifraction) التي تعمل على تهشيم الصخور المكشوفة.
* الأكمات المعشوشبة (buttes gazonnées)، التلال الجمدية (pingos)، حقول حصوية (champs de pierres)، رصف أو بلاط حصوي (dallage de pierre)، أتربة مضلعة (polygonaux sols)، حلقات أو دوائر حصوية (cercles de pierre)، شقوق جليدية اسفينية (fentes en coln)،... وهي أشكال مرتبطة بألية القلقلة الجمدية (cryoturbation) التي تعمل على تحريك وإعادة توزيع المواد باطنيا وسطحيا.
* أتربة محززة (sols striés)، تجاعيد الإنسياخات الجمدية (bourrelet de gélifluxion)، ألسنة وفجوات الإنسياخ (les langues et le loupes de solifluxion)، جلاميد حراثة (blocs laboureurs)، دريجات (sols à gradins ou terrassettes)، خث مشبك (réticulée tourbiére)... وهي أشكال ترتبط بألية الانسياخ الجمدي (gélifluxion) التي تنشط في المواد المشبعة بالماء نتيجة ذوبان الثلوج وجزء من الجليد خلال الفترة الدافئة.
يمكن توزيع هذه الظواهر مجاليا على محطات الانظمة المورفوتشكالية على الشكل التالي
وقع الإنسان
رغم صعوبة بيئة المنطقة التي لا تساعد على عيش الإنسان (برودة شديدة في الفصل البارد، كثرة الأوحال وعدم استقرار السطح خلال الفصل المعتدل بسبب تحول سطح الظرء الديوم) فإن هذا الأخير يؤثر بقوة في بيئة هذه المنطقة ذات البيئة الهشة والشديدة الحساسية، وتتجلى آثار هذا التأثير فيما يلي:
* استغلال مكثف للغطاءات النباتية في منطقة التايكا لأسباب اقتصادية (صناعة الورق)، مما يؤدي إلى تراجع مساحاتها بشكل سريع نتيجة بطئ نموها، الشيئ الذي يهدد التوازن البيئي الهش بالانهيار التام (اختفاء تام لغابات ايسلاندا).
* توسع المدن المنجمية وانتشار مهم للصناعات الملوثة.
* تراجع انظمة العيش التقليدية المرتبطة بالقنص والصيد وتربية الماشية (rennes)، وتوجه الساكنة المحلية المتزايد عددها نحو اقتصاديات مضرة بالبيئة المحلية، مرتكزة على البحث عن المعادن والبترول والتوسع في عمليات استغلالها، مما يؤدي الى تغيير توازنات السطح عن طريق عمليات الحفر والتنقيب عن الموارد الطبيعية وعن شق الطرق ومد الأنابيب لنقلها.
* تراجع انظمة العيش التقليدية المرتبطة بالقنص والصيد وتربية الماشية (rennes)، وتوجه الساكنة المحلية المتزايد عددها نحو اقتصاديات مضرة بالبيئة المحلية، مرتكزة على البحث عن المعادن والبترول والتوسع في عمليات استغلالها، مما يؤدي الى تغيير توازنات السطح عن طريق عمليات الحفر والتنقيب عن الموارد الطبيعية وعن شق الطرق ومد الأنابيب لنقلها.
⬇️⬇️⬇️
⬅️⬅️⬅️المجالات الحارة الرطبة وهوامشها المباشرة - المورفومناخية➡️➡️➡️
⬅️⬅️⬅️الخاصيات العامة داخل المناطق الجبلية - المورفومناخية➡️➡️➡️
⬆️⬆️⬆️
⬅️⬅️⬅️الخاصيات العامة داخل المناطق الجبلية - المورفومناخية➡️➡️➡️
⬆️⬆️⬆️
للتواصل معي:
صفحتي على موقع فيسبوك/facebook:
