القائمة الرئيسية

الصفحات

الخاصيات العامة داخل المناطق المعتدلة - المورفومناخية

المنطقة المعتدلة و بيئتها
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الخاصيات العامة داخل المناطق المعتدلة - المورفومناخية

تعريف المنطقة المعتدلة وتحديد الخصائص العامة لأنظمتها المورفوتشكالية

* تتوزع المنطقة المعتدلة داخل العروض الوسطى بين عرضي 30 و60 درجة، على مساحة إجمالية تقدر بحوالي %20 من مجموع أراضي اليابس، ويستقر معظمها في النصف الشمالي للكرة الارضية، تنتشر بشكل شبه متواصل داخل قاراتي اوروبا واسيا، وتشكل السواحل الجنوبية للصين مجال اتصالها بالمنطقة الرطبة الحارة، وتمتد على مساحات مهمة في الجزء الشرقي لأمريكا الشمالية.
* نجد لها امتدادات محدودة داخل أمريكا الجنوبية (وسط الشيلي)، في جنوب شرق وجنوب غرب استراليا، (تسمانيا وزيلاندا الجديدة)، بالإضافة إلى بعض أجزاء افريقيا الجنوبية.
* بفضل موقعها، يعد الاعتدال في مناخها سمتها الأساسية، فالحرارة تظل محصورة بين 20 درجة كمتوسط أعلى وحوالي 3 درجة كمعدل أدنى؛ ويستقر متوسط المدى الحراري السنوي في حدود 10 درجات، أما التساقطات فغزيرة نسبيا إذ تتراوح المتوسطات بين حوالي 600مم و1200مم، وهي مرتبطة بحركة الاضطرابات الآتية من الغرب (التقاء كتل هوائية مختلفة، باردة قادمة من الشمال ودافئة آتية من الجنوب يؤدي إلى تشكيل جبهات متنوعة)، وهي موزعة بشكل جيد على فصول السنة التي يتم تمييزها عن بعضها على عامل الإختلافات الحرارية من فصل لآخر.
* لكن الاعتدال لا يعني الليونة أو النعومة طوال الوقت، فالمناخ يمكن أن يكون عنيفا وينزع أحيانا نحو التطرف الشديد بسبب عدم انتظام حركة الكتل الهوائية من سنة لآخرى وداخل نفس السنة (عواصف قوية، تركز قوي للتساقطات تنجم عنها فيضانات قوية...).
* بسبب هذه الظروف، تتميز المنطقة باعتدال كبير في ظروفها الحياتية والمورفوتشكالية، تبعدها عن حالات التطرف الشديد التي تميز المناطق الجافة في جنوبها، حيث ترتفع الحرارة، والمناطق الباردة الممتدة الى شمالها حيث تشتد البرودة.
* بسبب الظروف المناخية الملائمة بشكل عام، تتميز الحصيلتان المناخية والمائية بتحقيقهما لفائض مالي سنوي مهم، يتراوح بالنسبة للأولى بين 300 و600مم داخل الأجزاء الأكثر رطوبة، تسمح هذه الحصية المناخية الايجابية بانتشار واسع للغابات في أجزاء المنطقة الرطبة، وتتشكل بدرجة أساسية من أنواع راقية، نفضية في الأجزاء الأكثر اعتدالا (المناخات المحيطية ومخروطية حيث تشتد البرودة في فصل الشتاء، واخرى على شكل غطاءات عشبية متطورة في مناطق البراري (وقع القارية)، تغطي هذه النباتات المختلفة أتربة متنوعة ومتطورة، وتعد الغطاءات النباتية في المنطقة حديثة نسبيا، وأقل تنوعا من مثيلاتها في المنطقة الرطبة الحارة، كما تعد من أكثر الغطاءات النباتية آنسة بسبب استغلالها المكثف والإنتقائي من طرف الإنسان.
* تعتبر المنطقة المعتدلة أكثر المجالات ملاءمة لحياة الإنسان الذي استقر فيها منذ زمن طويل، وعمل، بفضل تقدم مجتمعاته، على تغيير عميق في الخاصيات الأصلية للوسط الطبيعي (التحكم في المجاري المائية، تبسيط الغطاءات النباتية ورتابتها...)، وتشكل حاليا أكثر أجزاء العالم كثافة من حيث عدد السكان...
* تعتبر من المناطق الضعيفة النشاط المورفوتشكالي الحالي (سبات مورفلوجي عكس المناطق الرطبة الحارة أو الباردة.
* تتميز، نتيجة ذلك، بسيادة الأشكال الموروثة وعدم قدرة أنظمتها على تحقيق التجانس المورفوتشكالي، شأنها في ذلك شأن المناطق القاحلة والجافة، ويرجع السبب هنا إلى تعرض المجال لتغيرات مناخية سريعة خلال الزمن الرابع، وضعف المدة الزمنية التي استغرقتها كل فترة، ثم اعتدال نظامها المورفوتشكالي، الشيئ الذي لم يمكنها من طمس معالم الانظمة المورفوتشكالية التي ميزت الفترات القديمة من تاريخها.

مظاهر التشكيل المورفومناخي

1-2: الظروف العامة لعملية تشكيل السطح

* وفرة في التساقطات واعتدال في الحرارة، مع وجود فصل تقل أو ترتفع فيه حدة الجفاف حسب عاملي الخط العرضي والقارية (لا يسمح هذا الاعتدال بنشاط كبير للآليات الكيماوية والبيوكيماوية على غرار الوضع في المنطقة الرطبة).
* غطاءات نباتية كثيفة ومتنوعة توفر للسطح وقاية كبيرة لكنها متغيرة محليا في الزمن وفي المكان (انتاج كميات كبيرة من المواد العضوية التي تتعرض لآلية التدبل وادماج المادة العضوية مع العناصر المعدنية).
* أتربة متطورة ومتنوعة تغطي الركائز الصخرية بشكل واسع.
* تتميز الأنظمة المورفوتشكالية بتأثير عام غير مباشر للمناخ في عملية التشكيل الحالي (يكون مباشرا محليا أو في فترات السنة).
* تفيد الحصيلة المورفوتشكالية العامة استقرارا كبيرا في عملية التشكيل الحالي، مما يفسر أهمية الإرث المورفولوجي داخل المنطقة.

2-2: طبيعة النظام المورفوتشكالي

* سيطرة للآيات الكيماوية والبيوكيماوية في عملية التشكيل.
* أهمية الآليات الميكانيكية محليا وخلال بعض فصول السنة = تنوع مجالي وزمني في نشاط النوعين من الآليات.

3-2: الآليات الأساسية في عمية التشكيل

1- آليات تحضير المواد (ميكانيكية وكيماوية أو فيزيوكيماوية وبيوكيماوية)

خاصياتها العامة:
* متنوعة: سطحية (مرتبطة بالبروزات الصخرية المعرضة للآليات الميكانيكية وداخلية (تؤطرها عملية تسرب الماء المحمل بالأحماض العضوية المختلفة إلى داخل مواد السطح المختلفة: مركب الفسخة وركائز صخرية).
* متقطعة في الزمان ارتباطا بتقلبات الظروف المناخية خلال السنة (مختلفة الحدة داخل المجال ومتنوعة الحدة والطبيعة (كيماوية وبيوكيماوية أو ميكانيكية باختلاف هذه الظروف من جزء لآخر داخل المجال المورفوتشكالي.
* متغيرة وانتقائية (تبعا لتنوع الركائز الصخرية وتوزيع الشقوق داخلها...).
* محدودة الفعالية بسبب اعتدال الظروف البيئية المؤطرة لعملية التشكيل.
الآليات الأساسية في عملية التشكيل داخل المنطقة المعتدلة
الآليات الأساسية في عملية التشكيل داخل المنطقة المعتدلة

2- أليات نقل وتوزيع المواد

خاصياتها العامة:
* متنوعة (صغرى أو بسيطة تهم النقل الجانبي على السفوح وكبرى ترتبط بالجريان المائي ومحليا بحركات الرياح).
* انتقائية عندما ترتبط بالسيلان على السفوح أو الرياح (دور الغطاء النباتي وكتلية عندما تتعلق بالحركات الكتلية.
* مسترسلة في الأجزاء الأكثر رطوبة ومتقطعة خارجها.
* باطنية أساسا (أهمية المحلولات) في حالة التوازنات الطبيعية (الأجزاء الكثيرة الاعتدال) وسطحية في مناطق اختلال التوازن بفعل وقع الإنسان.
* ترتبط ببعضها بعلاقات مختلفة (تضافر، تنافر...)
عملية التشكيل داخل المنطقة المعتدلة


3- ارساب المواد

مظاهر التشكيل المورفولوجي الحالي وتوزيعها حسب الوحدات المورفولوجية: تنوع الانظمة المورفوتشكالية المحلية



التوزيع الجغرافي (حسب مختلف الأجزاء المكونة للمجال) لمظاهر التشكيل الحالي




مظاهر التشكيل البشري

تعتبر المناطق المعتدلة أكثر أجزاء سطح الأرض تؤثرا بفعل الإنسان، ويتميز هذا الوقع بقدمه وعنفه ارتباطا بظروف عامة بيئية، ثقافية، اقتصادية وحضارية، تتجلى أهم آثاره العناصر التالية:
* تغير المعالم الأصلية للمجاري المائية عن طريق حصر مجاريها، وتهيئتها لاستعمالها في الملاحة النهرية والاستفادة منها كطاقة في عملية التصنيع.
* إعداد الشواطئ وتجهيزها لاستقبال الموانئ والأراضي الفلاحية، ووضع الحواجز لكسر حركة الأمواج لحماية المنشآت العمرانية والسياحية...
* تبسيط الغطاءات النباتية بالتركيز على انتقاء الأصناف الأكثر قابلية للاستغلال الاقتصادي.
* التوسع في الزراعة الأحادية وتبسيط المشاهد الفلاحية.
* إعداد السفوح للحد من انجراف التربة.
وتترتب عن هذا التدخل الكبير نتائج كثيرة يتمثل أهمها في:
* اشتداد التعرية المائية بكل مظاهرها في مناطق الزراعات التسويقية بسبب أهمية التغييرات في طبيعة التنظيمات المجالية (ضم الأراضي) وفي المزروعات (التخصص الزراعي وبسبب استعمال واسع للمكننة والمخصبات الصناعية.
* اشتداد خطر التعرية الريحية في مناطق البراري وفي السهول الفلاحية الكبرى (الولايات المتحدة وفي براري اسيا الوسطى).

* تراجع خطوط السواحل بفعل قوة التعرية البحرية.
* هلاك مساحات شاسعة من الغابات بسبب الثلوث (الأمطار الحمضية) والعواصف الشديدة.
* ازدياد أهمية خطر الفياضانات بسبب توسع المجال المبني، وبسبب التوسع في الزراعة المتخصصة المضارياتية...


صور توضيحية

للتواصل معي:
صفحتي على موقع فيسبوك/facebook:
التنقل السريع للموضوع